][b]b]عند الموازنة بين قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [البقرة: 126-127] ، وقوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) [إبراهيم: 25-27] نلاحظ أنّ الآية الأولى من سورة البقرة لا تفترق عن الآية الأولى من سورة إبراهيم إلا بحرف واحد هو (ال) التعريف في (البلد) .
ولنا أنْ نتساءل عن السرّ القرآني في ورود كلمة (بلداً) في سورة البقرة نكرة ، وورودها في سورة إبراهيم (البلد) معرفة ؟إنّ المتدبّر في هذه الآيات الكريمة ، والناظر إليها من خلال السياق في كلّ سورة يجد أنّ الآيات في سورة البقرة تُشعر أنّ سيّدنا إبراهيم عليه السلام يتحدّث عن بلد هو حديث عهد فيه ، بل هو ما زال يبنيه ويرفع قواعده ، ولذلك فإنّ هذا البلد ما زال نكرة في علم الغيب .
وأمّا في الآيات الأخرى من سورة إبراهيم فهي تدلّ على أنّ إبراهيم عليه السلام يدعو الله عزّ وجلّ أنْ يحفظ بلداً كبيراً معروفاً ، عامراً بأهله ، مليئاً بالأصنام التي يعبدها كثير من الناس . فكأنّ هذا البلد قد تطوّر وزاد أهله ولم يبقَ ذلك البلد الصغير الذي بناه إبراهيم عليه السلام من قبل .[/b][/b]